شهوة كرسي البرلمان والحصانه

الوطنية بريسرضوان عريف

هناك شهوة يكون فيها حظ النفس هو المسيطر وتتصادم فيها كل الرغبات، وتنقشع فيها كل الملذات ،إنها شهوة الكراسي والتطلع إلى السلطة ،والمسؤولية ،طلبا في إمتيازاتها فقط وليس لخدمه الناس البسطاء.
كثير هم الذين لا يريدون السياسة بدافع خدمة المواطن والسعي في مصلحته بل يجدون في السياسة ومناصبها مطمعا ومكانا لتسلق الدرجات في الأعمال ،و الإستثمار ، والجاه والنفوذ، ويسعون لذلك بشتى الطرق حتى ولو إقتضى منهم ذلك صرف كل ما جمعوه من أموال في سبيل الوصول إلى كرسي البرلمان وهويعلم كيف سيسترد ماصرفه من أموال اضعاف مضاعفه بطريقته الخاصه .
هذا البريق واللمعان الأخاذ الذي يجعل لسان الكثيرين يسيل لمجرد أن تبدا الإنتخابات التشريعية هو في تصورهم ليس سوى جلسات برلمانية يجلس فيها البرلماني على كرسي أنيق ويستمع فيه لأسئلة وردود الوزراء ،وراتب شهري ماشاء الله وإمتيازات أخرى كثيره نكاد لا نعلمها، وقليل منهم من يعلم أن البرلمان يحتاج إلى طاقات وقدرات وكفاءات داخل اللجان لإنتاج القوانين التنظيمية والتشريعات التي تهم المواطن البسيط الذى أئتمنهم على نفسه في شتى المجالات ، وليس إلى ( عاهات ) تهدم أكثر مما تبني .
شهوة الكراسي هي التي تجني على المؤسسات السياسية سواء الحزبية أو على مستوى الدولة ،فالذي لا يفقه شيئا فيها يتطلع إليها وتهوى نفسه أن يخوض غمار الدخول إليها من باب البرلمان ،فتصبح الأحزاب ومؤسسات الدولة مرتعا للعاهات المستديمة التي تقبر أحلام المواطنين وتركز الجهود على الإغتناء من هذه المناصب.


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...