القمة العربية في الجزائر..ماذا لو شارك الملك محمد السادس في هذه القمة؟

الوطنية بريسياسين بورمضان 

 

تعتبر القمة العربية المقامة في الجزائر،  قمة استثنائية بكل المقاييس نظرا للتقلبات الإقليمية والدولية التي يشهدها العالم بداية بالحرب الأوكرانية وتأثيرها على العالم بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص مرورا بالتمدد الشيعي لدولة حكم الفقيه، ووقوع أربع عواصم عربية (لبنان، العراق، سوريا، اليمن) تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني، وصولا إلى تسليح تنظيم البوليزاريو الإرهابي بطائرات بدون طيار الدرون، الحاملة للصواريخ، كل هذا وغيره يجعل من القمة العربية المقامة في الجارة الشرقية للمملكة المغربية قمة حارقة بكل المقاييس.

فماذا سيربح المغرب من المشاركة في هذه القمة بوفد على أعلى المستويات يترأسه الملك شخصيا؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تتمخض عن مخرجات هذه القمة إذا شاركت المملكة المغربية بوفد من المستوى العالي يترأسه الملك؟

البروتوكول الدبلوماسي هو تلك الإجراءات التطبيقية والتنفيذية لقواعد القانون الدبلوماسي الذي يشكل فرعا من فروع القانون الدولي فهو مجموعة من التقاليد والأصول التي تحكم اللياقة التي تسود المعاملات الدولية وأي تجاوز لها يؤثر سلبا على العلاقات الدولية، وبالتالي فمشاركة المملكة المغربية بوفد من المستوى الرفيع يترأسه الملك، يلزم الجزائر بتطبيق البروتوكول الدولي المتفق عليه في حالة زيارة دولة، لأن زيارة الدولة في البروتوكول الدبلوماسي تنطبق فقط على قادة الدول ورؤساء الحكومات والتي لا تكون إلا بدعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة، وهذا الذي حصل مع الجزائر تجاه المغرب عندما أرسلوا وزير العدل الجزائري لتقديم الدعوة الرسمية للمملكة المغربية، والتي من قواعدها إطلاق 21 طلقة بندقية في الهواء ترحيبا بالزائر إن كان رئيسا أو ملكا، و 19 طلقة إن كان برتبة رئيس حكومة، مع بسط البساط الأحمر لمسافة 50 مترا مع وقوف مجموعة من المسؤولين والضباط السامين على جانب البساط الأحمر لإلقاء التحية للضيف، كما يتم عزف النشيد الوطني لرئيس أو ملك الدولة الضيف، كل هذا يكون مع النقل المباشر والحي لهذه الزيارة، وأن يكون في استقبال الرئيس أو الملك رئيس الدولة المستضيفة أو ملكها أو رئيس وزرائها، بمعنى في حالة مشاركة المغرب برئاسة جلالة الملك محمد السادس، فعلى عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري استقبال الملك عند سلم الطائرة،  كل هذه الإجراءات والضوابط النظام الجزائري ملزم بها.

أما على مستوى مخرجات الاجتماع، فيسيتم منح الكلمة لجلالة الملك محمد السادس ليوضح موقف المملكة المغربية العادل من القضية الوطنية للصحراء المغربية من قلب العاصمة الجزائرية، في خضم إجماع عربي غير مسبوق على التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية الداخلي، بالإضافة إلى انتزاع المملكة المغربية حيز من البيان الختامي للقمة لإدانة تسليح جبهة البوليزاريو الإرهابية من طرف إيران بتواطؤ النظام الجزائري.

فهل يشارك الملك محمد السادس في القمة العربية المقامة بالجزائر مع كل هذه الإنجازات التي يمكن تحقيقها بهذه المشاركة، إلا إذا كان للسلطات الأمنية والاستخباراتية المغربية رأي آخر في الموضوع، إلى ذلكم الحين أليس الغذ بقريب.

                           


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...