أساتذة وباحثون ومهتمون يقاربون موضوع التراث بزاوية الشيخ بمقر فضاء الذاكرة التاريخية

الوطنية بريس – مصطفى جعفري
في سياق الأنشطة والفعاليات الفكرية والثقافية التي يعمل فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بزاوية الشيخ على تنظيمها، والتي تروم صيانة وخدمة الذاكرة التاريخية والتراث المحلي، وتزامنا مع احتفال المجتمع الأممي باليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق يوم 18 ماي من كل سنة، والذي يجري الاحتفال به هذه السنة تحت شعار : “المتاحف : الاستدامة وجودة الحياة”، وبشراكة وتعاون مع المجلس الجماعي لزاوية الشيخ وجمعية السياحة بلا حدود للاستغوار والبحث العلمي والرياضات الجبلية وجمعية زاوية الشيخ بلا حدود للتنمية، احتضن فضاء الذاكرة التاريخية، تم يوم السبت 27 ماي 2023 بمقر الفضاء، تنظيم لقاء ثقافي وفكري، في موضوع: “التراث المادي واللامادي بزاوية الشيخ: التشخيص والتثمين”، حضره ثلة من الأساتذة والباحثين وعدد من الطلبة والمهتمين بالمعرفة التاريخية وقضايا التراث والثقافة المحلية.
وقد استهل هذا اللقاء الذي انطلق حوالي الساعة السادسة مساء 18.00، بتنظيم جولة بأروقة الفضاء تعرف من خلالها الحضور الكريم على مكونات الفضاء وعلى محتوياته ومعروضاته التي تؤرخ لأهم الأحداث التاريخية التي طبعت مسار تاريخ المغرب الحديث والمعاصر، تلتها كلمة السيد عبد الغاني السراضي، القيم على الفضاء، والتي رحب من خلالها بالحضور الكريم وأشار فيها إلى أهمية تنظيم مثل هذه الأنشطة الثقافية الهادفة، أعقبتها كلمة السيد عبد الرحمن زهواني، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لزاوية الشيخ، والتي أبرز فيها الأدوار التي يمكن أن يلعبها التراث الثقافي في التنمية المحلية، ودعى إلى تكاثف جهود كل الفاعلين والمتدخلين والمهتمين من أجل المحافظة على التراث المحلي وتثمينه، فيما تناولت كلمة السيد محمد لغلام، عضو جمعية السياحة بلا حدود للاستغوار والبحث العلمي والرياضات الجبلية، الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها الفاعل الجمعوي في سبيل النهوض بالتراث سواء في شقه المادي أو اللامادي، أما كلمة مولاي ادريس الزواوي، ممثل جمعية زاوية الشيخ بلا حدود للتنمية، مهتم بالتراث وبالشأن الثقافي، فقد تطرق فيها إلى المخاطر التي تهدد التراث المحلي، وذلك من خلال استعراضه لمجموعة من النمادج التراثية التي باتت مهددة بالاندثار والزوال.
وقد عرف هذا اللقاء العلمي مشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالتراث، الذين اثاروا نقاشا عميقا ومثمرا، وساهموا في إنجاح اللقاء بمداخلاتهم القيمة والرصينة.
المداخلات العلمية:
مداخلة السيد ابراهيم بن حسو، إطار باللجنة الجهوية لحقوق الانسان لجهة بني ملال – خنيفرة، رئيس جمعية أصدقاء القصيبة للتنمية: “المرجعية الحقوقية والقانونية للمحافظة على التراث”؛
مداخلة السيد عبد الغاني السراضي ، القيم على الفضاء : التراث بمجال أيت أم البخت: المؤهلات، الإكراهات وسبل التثمين”؛
مداخلة السيد زوهير البشيري، أستاذ الثانوي التأهلي، وباحث في الجغرافيا البشرية ومهتم بقضايا التراث والتنمية: المواقع السياحية بأيت أم البخت ورهان التنمية المستدامة”؛
مداخلة السيد عبد الصمد حدوشي، متصرف تربوي، باحث في التاريخ والتراث الجهوي لبني ملال خنفيرة: “التراث المعماري والعمراني وتوسع حاضرة زاوية الشيخ – مقاربة تاريخية -؛
مداخلة السيد الحسين المجاطي، باحث في التراث: “الطقوس الاحتفالية بزاوية الشيخ : الثابت والمتحول”؛
مداخلة السيد لحسن ظاهير، باحث في التراث: “Les culturèmes et mythemes entre le Mont et la Plaine”.
مناقشة:
وبعد الانتهاء من المداخلات شارك جميع الحاضرين في نقاش علمي مفيد حول ما تضمنته المساهمات السالفة الذكر، حيث تم إثراء الموضوع بمجموعة التساؤلات والملاحظات والإضافات القيمة، واتفق الجميع على ضرورة التكثيف من مثل هذه اللقاءات العلمية التي من شأنها التعريف بماضي المنطقة وبتاريخها المجيد، وكذا العمل على بدل المزيد من الجهود من أجل صيانة وخدمة وتثمين تراثها الغني والمتنوع.
وفي الختام تم توزيع شواهد تقديرية على السادة الأساتذة والباحثين المشاركين.
شكرا لكل من ساهم من قريب أو من بعيد في نجاح هذا الحفل العلمي.