رغم العوز يبقى الكرم فطرة

الوطنية بريس – محمد الإدريسي
دائما في ارتباط مع واقعة الزلزال، انتشر في المواقع الالكترونية، وعبر وسائل الاتصال الحديثة، أحد الفيديوهات المؤثرة، الفيديو عبارة عن حوار شيَِق ومؤلم في نفس الآن، فيه ما فيه من عمق المشاعر الإنسانية الكثير، وفيه ما فيه من الرسائل الكثير. أول مشهد يظهر فيه، وجه أصيل لسيدة لمغربية من أعماق اعماق المغرب، وجه يختزن ويختزل جمال روح وأخلاق النساء المغربيات القويات والمناضلات، بِتقاسيم وجه من عالم آخر، رغم السَِنون وعوادي الزمن إلا أنه يحمل في طياته الكثير من الصدق، الحب، الحكمة والنبل. حِوار يجمع سيدة قروية تجاوزت السبعين مع أحد المراسلين الصحفيين الشباب، اثناء تجواله لتغطية احداث الزلزال المدمر.
مضمونه:
امرأة طاعنة في السن منهمكة في شرح تفاصيل ما وقع ليلة حدوث الزلزال، وتتنقل بين الغرف، بداخل منزل متواضع، متصدع أصابته الشقوق في كل الأنحاء. تقول هذه المرأة بعفوية بادية وتلقائية بريئة:
” انا عجوز وحدانية كبيرة في السن، لا زوج لي، لا ابناء، لا اخوة، ولا اخ كبير احتمي به … هنا كنت أعدَ طعامي…وهناك كنت انام…، ليس لي أحد، إلا انتم والدولة المغربية، لا تتركوني وحيدة، احتاج الى بيت، احتاج فقط ولو لغرفة وحيدة لأعيش فيها ما تبقى من حياتي بكرامة…”
الصحفي، يقبل رأسها ويُطمئنها قائلا لها:
‘ ان شاءالله خيرا..”
اغرورقت الدموع من عينيها بغزارة….وقاطعته الكريمة بنت الأكرمين، رغم ما فيها من البؤس وضيق الحال..
” كيف السبيل لأرسل لك بعض الزعفران كهدية؟ ”
انها نموذج حي للمرأة المغربية الأصيلة القوية الجميلة معطاء والتي بفضلها بقي المغرب شامخا شموخ جبال الأطلس…
نتمنى من المحسنين وفعاليات المجتمع المدني مساعدة هذه السيدة التي بلغت من العمر عتيا ان يساعدوها قدر المستطاع لتجاوز محنتها.